عنوان لافت للنظر يختصر قصة محامي ناجح يسقط ارضا اثر ازمة قلبية في جلسة مرافعة. في آخر الأيام تبدلت أحوال جوليان مانتل إلى ذلك الشخص الذي يطنب لساعات في قاعة المحكمة دون أن يستطيع أن يغير من مسار قضية موكله شيئا !.
لقد كان محاميا لامعا يملك كل ما يتمناه أي شخص , يلبس بذلات ايطالية لا يقل السعر الواحدة منها عن ثلاثة آلاف من الدولارات و يرتاد أرقى المقاهي الليلية بصحبة الفاتنات.
في ثوان معدودة حسمت الأزمة القلبية الأمر. وكأنها نتيجة للانفلات الاجتماعي والعاطفي والروحاني الذي كان يعيشه مانتل في آخر الأيام.ذلك الانفلات الذي بدأ فقط بهوس بالعمل إلى ساعات متأخرة من الليل سعيا لحل القضايا الواردة لمكتبه. نهاية إلى المادية التي كان يغرق بها نفسه والتي تتجلى أبرز صورها في سياقة ليلية متهورة لشخصه المخمور بصحبة فريق – لا يقل شغبا عنه – اسماه ” فريق التدمير” !
يقرر جوليان أن يترك المحاماه ويختفي بعدها لثلاث سنوات. عاد جوليان شابا يافعا بشكل فاجأ رفيق مهنته القديم جون , عاد مليئا بالسلام الداخلي , خاليا من التجاعيد , ومن عينيه يشع بريق بشكل جعل من جون لا يصدق نفسه انه امام صديقه القديم الذي رآه آخر مرة وهو مظطرب متعب.
في هذا الكتاب يسرد جوليان رحلته إلى جبال الهمالايا ولقاؤه بالمعلم كريشنا , الذي يشاركه نفس الماضي الأليم ومهنة المحاماة , فقرر أن يترك كل شئ خلفه. علمه كريشنا ألا يندم على ماضيه أيا كان , فالماضي هو أفضل معلم للبشر. كثيرة هي اسرار الحياة الجملية التي تعلمها جوليان من المعلم كريشنا , لكنه – اي جوليان – لن ينسى بالتأكيد أفضل ما دلّه عليه كريشنا وهو عالم السافانا.
وفي هجرة صعبة تكبد فيها جوليان عناء التسلق إلى حيث العالم الجديد. تتغير الوجوه ويطل عليه أكبر الرهبان هناك خبرة وسنا , المعلم رامان , ولفترة يظل يتلقى الدروس حول سر الحياة الجميلة. كانت البداية بقصة من المعلم رامان في غاية البساطة تتحدث عن مصارع سومو , وساعة ذهبية ومنارة شاهقة , وازهار صفراء ندية وماسات في حديقة غناء. ويردف بعدها المعلم رامان قائلا : ” اياك ان تتجاهل قوة البساطة ” وكأنه يقول ان رموز هذه القصة الصغيرة بها أسرار الحياة يا جوليان.
تمضي القصة شارحا فيها جوليان لصديقه جون كل الرموز السبعة وفضائلها والاساليب المتبعة لاسقاطها كمتغيرات على حياة الفرد. فعندما يتحدث الحديقة الغناء فهو يعني أن العقل عقلك وانك مسؤول عن السيطرة عليه وزراعته بالنباتات الجيدة ويعرض الكتاب أساليبا يمكن استخدامها كقلب الزهرة الذي يعني ان تعطي لعقلك فرصة للتركيز بالاشياء.
ويختمها بالحديث عن الماس المنثور في طريق ما بالحديقة. وعلى نفس النهج يعرض فضائل الرمز وبعضا من الأساليب المساعدة. كانت الفضيلة هنا ان تحتضن لحظاتك الراهنة وكانت الحكمة أن تعيش كل يوم كما لو كان يوما آخر عن الذي سبقه. وكانت ممارسة الامتنان واحدة من الاساليب المتبعة للمشي في طريق منثور بالماس !
ستعجب حتما بأن اساليب حكماء السافا ليست مجرد خطوات معنوية تجبرك على اتباع طرق معينة لظبط اهدافك , بل انها روزنامة من الافكار التي تضبط غذائك وتفكيرك واهدافك وحركتك أيضا ! . هل يلزمني الحديث عن الكتاب أكثر ؟! . اعتقد انك الآن بحاجة لقراءة كتاب ممتع كهذا أكثر من حاجتك لقراءة هذه المراجعة. اذن خذ نفسا وكوبا من القهوة وابدأ مراجعة عالمك الذاتي مع ” الراهب الذي باع سيارته الفيراري” !
مراجعة المبدع
حاتم | Hatem