كلمات من ذهب – للشيخ محمد الشعراوي رحمه الله
التصنيف: اذكار
كُنت أمس
أقرأ في كتاب لا تحزن لعائض القرني وكان من ضمن ما قرأت فقرة بعنوان (يومُك يومُك) وجذبني كثيرًا العنوان بالمحتوي
بدأت الفقرة ب ( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء،اليوم فحسب ستعيش،فلا أمسُ الذي ذهب بخيره وشره، ولا الغد الذي لم يأت إلي الآن .)
عُمركَ يوم واحد فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه، حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب.
لليوم فقط أصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك فلهذا اليوم لابد أن تقدم أفضل ما عندك من (صلاة خاشعة، تلاوة بتدبر ،اطلاعًا بتأمل، وذكراً بحضور، واتزاناً في الأمور وحسنًا في الخلق، ورضا بالمقسوم، واهتماماً بالمظهر، واعتناء بالجسم، ونفعًا للآخرين.
كان عنوان الفقرة الذي يليها (أترك المستقبل حتي يأتي) .
قانون مكافحة غسيل الأموال الكويتي رقم 35/2002
افعل ماهو صحيح ثم ادير ظهري لكل نقد سخيف ::.
.:: اعف وانسى فلا تجعل من نفسك مخزناً للكره والحقد ::.
هل تقول ايضاً:
لا يضر البحر أمسى زاخراً,,,,*أن رمــى فيه غلام بحََجَر
قــال الــلـه تعالـى: ((وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا)) سورة الأحزاب.
((الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) سورة آل عمران.
هل.. تحس بمتعة؟؟ عندما تضع راسك على وسادتك لتنــام…
تبتــسـم وتقول: ((الحمد لله بــِتُ مظلوماً لا ظالماً))
هل.. تحس .. بمتعة الاحساس عندما يقع عليك فعل انت منه برىء وتبتسم بين ألمك لتقول: ((الحمد لله))
أم أنك تحزن وتستسلم للحزن الذي يفتك بك جسدياً ونفسياً وتكون الخاسر بلا شــك..
أم أنها تدفع بك للإنتقام والحقد على الناس والغضب وعدم الثقة بهم وتشغل يومك وغدك بتوافه
أمّسك..
قال احدهم العلماء:
ليس لك من حياتك إلا يوم واحد,أمس ذهب,وغد لم يأتي فأستغله بما يسعد دنياك وآخرتك.
السؤال الآن: هل تستمتع بكونك مظلوم وتبتسم ؟؟
وهل ..أنت مع مقولة: ياحظ من نام مظلوم ولانام ظالم .
أم انك تأكل في نفسك وتؤرقها بأمور تدفعك إلى الوراء؟؟
.:: دع قلبك يبتسم للدنيا بعين امل ::.
يقول ابن القيم رحمه الله في شرح منزلة ” السكينة ” من منازل السالكين إلى الله :
“ هذه المنزلة من منازل المواهب ، لا من منازل المكاسب ، وقد ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه في ستة مواضع :
الأولى : قوله تعالى : ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) البقرة/248.
الثاني : قوله تعالى : ( ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) التوبة/26.
الثالث : قوله تعالى : ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) التوبة/40.
الرابع : قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) الفتح/4.
الخامس : قوله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) الفتح/18.
السادس : قوله تعالى : ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) الفتح/26.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور :
قرأ آيات السكينة . وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها ، من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة ، قال : فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة ، قال : ثم أقلع عني ذلك الحال ، وجلست وما بي قَلَبَة .
وأصل السكينة هي الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف ، فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ، ويوجب له زيادة الإيمان ، وقوة اليقين ، والثبات ، ولهذا أخبر سبحانه عن إنزالها على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم الهجرة ، إذ هو وصاحبه في الغار ، والعدو فوق رءوسهم ، لو نظر أحدهم إلى ما تحت قدميه لرآهما ، وكيوم حنين حين ولوا مدبرين من شدة بأس الكفار لا يلوي أحد منهم على أحد ، وكيوم الحديبية حين اضطربت قلوبهم من تحكم الكفار عليهم ، ودخولهم تحت شروطهم التي لا تحملها النفوس ، وحسبك بضعف عمر رضي الله عنه عن حملها ، وهو عمر ، حتى ثبته الله بالصدِّيق رضي الله عنه .
وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : رأيت النبي ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلدة بطنه وهو يرتجز بكلمة عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا … وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا … وإن أرادوا فتنة أبينا
فمن قرأ آيات السكينة في مواقف الخوف والفزع ، أو في مواقف الشبهات والفتن ، أو عند الهم والحزن ، أو عند اشتداد وسواس الشيطان ، يقرؤها رجاء أن يثبت الله قلبه بما ثبت به قلوب المؤمنين فلا حرج عليه ، ورجي أن يكون له ذلك ، كما كان لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، ولكن على ألا ينسب استحباب قراءة هذه الآيات ـ وبهذه الكيفية ـ إلى الشريعة ، ولا يتخذه عبادة تشبه عبادة الأذكار والأدعية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة .
والله أعلم..