ما المقصود في منطقة الراحة comfort zone، وفائدة الخروج من هذه المنطقة؟
منطقة الأمان Comfort Zone هي حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد. ينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يعطي الشخص شعورا غير واقعي بالأمان وفي نفس الوقت يحد من قدرته على التقدم والإبداع.
هذه المنطقة هي بالطبع منطقة وهمية، تستخدم مجازا للدلالة على حالة نفسية يعيشها الفرد، بحيث يشعر بالسعادة و براحة كبيرة وطمأنينة غامرة ورضى كبير عن نفسه، وعن معلوماته، ومهاراته وحتى عن الأشخاص الذين يتعامل معهم والمكان الذي يتواجد فيه، حيث أن جميعها ثابته، لايوجد فيها أي جديد أو متغير، وهذا من شأنه سلب التحدي من الحياة للفرد.
هناك خمس أسباب تؤدِّي بنا إلى منطقة الراحة
الكسل: وهو عندما يشعُر الفرد بالتعب، أو الافتقار إلى الطاقة، أو اللَّامُبالاة، أو الاكتئاب، أو القلق، أو الشعور بالذَّنْبِ، أو عدم وجود حافز، أو جميعها في آنٍ واحد.
الكبرياء: عندما لا تشعر بأي حاجة إلى تعلُّمِ أي شيء أو لتحسين ذاتك وصقلها بعلمٍ نافع، والظنّ بنفسك أنك دومًا على استعداد لأي شيء. الروْعَة والكمال شعوران مُتلازمان في تلك الحالة.
الخوف: عندما يخاف المرء من مواجهة مخاوفه، مثل: الخوف من المجهول، أو الخوف من المخاطر والشكوك، أو الخوف من النتائج، أو الخوف من فقدان السيطرة على زمام أمرٍ ما، أو الخوف من أراء الآخرين فيه.
قصر النظر: عندما لا نتمكَّن من رؤية الآثار والعواقب لبعضِ المواقفِ والسلوكيات في حياتنا، على المدى المتوسّط أو البعيد.
كيف يمكن للشخص أن يساعد نفسه عقليًا على الخروج من مناطق راحته؟
١-احصل على المعلومات
يأتي القلق عادة من الخوف من المجهول. عادة نتخيل أسوأ سيناريو لما يمكن أن يحدث عندما نتجاوز حدود ما يجعلنا نشعر بالأمان. لاختراق منطقة الراحة الخاصة بك، عليك أولاً تثقيف نفسك. هدفك هنا هو معرفة أي مهارة أو نشاط تسعى إليه. ستتحدث إلى الأشخاص الذين فعلوا نفس الشيء. سوف تقرأ الكتب حول هذا الموضوع. وستقوم بمراجعة المقالات على الإنترنت حول هذا الموضوع. المعلومات قوة. وكلما زادت معرفتك بشيء ما، كلما عززت ثقتك بنفسك وشعرت بالقوة.
٢- ضع خطة
بعد تثقيف نفسك، تريد وضع خطة عمل لتخطي الحدود فيما تعتقد أنه ممكن. من خلال هذه الخطوة، ستكتب مخططًا تفصيليًا لكيفية خروجك من منطقة الراحة الخاصة بك. تبدأ بأسهل شيء تفعله. ثم تقوم بإنشاء خطة للوصول إلى كل مستوى. في هذه الخطة تحتاج إلى إنشاء معايير. هذه أهداف صغيرة تجعلك تقترب خطوة واحدة من تجاوز منطقة راحتك. علاوة على ذلك، من المهم تحديد التحديات الرئيسية التي ستواجهها وما الذي ستفعله للتغلب عليها.
٣-اختر الأنشطة التي تتحداك.
فكر في بعض الأشياء التي تخيفك أو تجعلك متوترًا. اكتب هذه الأشياء في قائمة ثم ضع نجمة بجوار تلك التي تريد البدء بها. يمكنك تنفيذ البقية في وقت لاحق. اكتب رأيك في التحدي الذي تواجهه. ابتكر سببًا (أو بضعة أسباب) لرغبتك في تنفيذ هذا التحدي. اسأل نفسك ما الذي ستخرج به من هذه التجربة الجديدة. عندما تجد الإجابة، اكتبها على قطعة من الورق واحتفظ بها معك.
٤-أجرِ بعض البحث للحصول على مزيد من المعلومات.
قد تميل إلى العزوف عن تجربة أحد الأنشطة الجديدة لأنك تشعر بأن لديك علامات استفهام كبيرة بشأنها. للإجابة على جميع الأسئلة التي تقف أمامك، اذهب إلى الإنترنت واقرأ عنها. ابحث عن المعلومات موثوقة المصدر التي تساعدك على الشعور بالجاهزية والمعرفة.
٥- تحمل المسؤولية
المساءلة هي مفتاح آخر لاختراق منطقة الراحة الخاصة بك. تريد أن تخبر أصدقائك وعائلتك عما تحاول القيام به. أو يمكنك حتى العثور على شريك المساءلة أو تشكيل مجموعة العقل المدبر. هذه خطوة مهمة لأن الأشخاص في حياتك سيبقونك على المسار الصحيح. تريد منهم أن يعطوك دفعة معنوية وأنت تتخطى حدودك. سوف يجعلون من الصعب عليك الإقلاع عن تحمل المسؤولية وستضطر ألا تخذلهم. أحط نفسك بأشخاص أذكياء جدًا ومتعجرفين قليلاً ويختلفون معك في العديد من الأشياء. تأكد من مناقشة الأفكار معهم بطريقة راقية، مما سيجعلك تعيد النظر في معتقداتك.
٦- اتخذ خطوات تصاعدية صغيرة
يقول لاو تزو: “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة”. سوف تبدأ في الخروج من منطقة راحتك بالخطوة الأولى. بمجرد وضع الخطة، ستبدأ ببساطة بهذا الإجراء الأول الحاسم. يعد اتخاذ خطوات صغيرة طريقة رائعة للتخلص من الحساسية تجاه مشاعر القلق. أنت لا تحاول أن تصبح ناجحًا بين عشية وضحاها. بدلاً من ذلك، تدفع بثبات حدود مستويات راحتك وتعمل نحو هدف عام.
٧- قم بإنشاء تحديات لدفع نفسك في المجالات التي تريد تحسينها